لقد شهد الإعلام العربي على مستوى تكنولوجيات الإعلام والاتصال تحولات معتبرة خلال العقدين الماضيين، وكان من أبرز ملامحها ظهور شبكة الانترنت كوسيلة اتصال تفاعلية أتاحت الفرصة أمام الأفراد والجماعات والمؤسسات للوصول إلى المعلومات وبحجم هائل وبسرعة فائقة، أو إرسالها ونشرها على نطاق واسع لم يسبق له مثيل في التاريخ. ونظرا للفرص الكبيرة المتنوعة والمتعددة الأبعاد التي أتاحتها شبكة الإنترنت للاتصال، أضحت استخداماتها المختلفة، ومنها على الخصوص الإعلامية، تمثل أحد أبرز تطبيقاتها المعاصرة. حيث تسابقت المؤسسات الإعلامية والأفراد والفئات المختلفة لاستغلال هذا المورد الاتصالي الهام في نشر وتبادل المعلومات بأشكالها المتعددة، مما أدى إلى إفراز أنماط إعلامية جديدة، وأبرزها ما يسمى بالصحافة الالكترونية أو صحافة الانترنت On line journalism أو على الخط .
وعلى الرغم من أن المشهد الإعلامي العربي لا يعكس نضجا ملموسا في هذا القطاع، إلا أن هناك علامات دالة على مستقبل كامن لما يسمى بصحافة الانترنت، وهذا بناء على ما يتجلى من خلال البوابات الإخبارية والصحف الإلكترونية والمدونات الإعلامية باللغة العربية. بالفعل، هناك صحافة انترنت باتت تشكل نواة حقيقية منافسة للصحافة التقليدية، والتي صارت تجلب إليها أعدادا كبيرة من المستخدمين ممن لهم القدرة الفكرية والمادية على النفاذ للشبكة العنكبوتية.
ولعل من بين أهم تأثيرات هذا التطور ما يلاحظ من جدل حول المخاطر التي يمكن أن تهدد مستقبل الصحافة الورقية، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والتوزيع وتناقص الموارد الإعلانية التي تستمد منها الصحف أسباب بقائها وازدهارها، علاوة على تراجع مقروئيتها لدى القراء عموما، والشباب بصفة خاصة.
وانطلاقا من هذا المنظور، سنحاول تناول مسألة ماهية الصحافة الالكترونية وعوامل ظهورها وتطورها. كما سنتعرض إلى خصائص الصحافة الالكترونية وجمهورها على نحو عام، وهذا يعتبر أمرا ضروريا لتهيئة أرضية الحديث عن الصحافة الالكترونية في البلدان العربية.
ماهية الصحافة الالكترونية وعوامل تطورها
تمهيد
تشهد الصحافة المكتوبة أكبر ثورة منذ ظهور المطبعة في القرن الخامس عشر، هذه الثورة التي يعتبر النشر الالكتروني أهم تجلياتها ومحركاتها، وفي خضم هذه الثورة التكنولوجية تأثرت صن[1]اعة الصحافة بشكل ملحوظ. إذ ظهر ما يسمى ب ” الصحافة الالكترونية ” (Electronic Newspaper) التي أخذت عدة تسميات أخرى مثل ” الصحيفة الافتراضية ” (Virtual Newspaper)، و ” الصحيفة على الخط ” (online newspaper)، و ” الصحيفة خارج الخط ” (outline newspaper ).[2]
ولهذا أصبح الزاما على وسائل الإعلام التقليدية مواكبة هذا التطور التكنولوجي حتى لا تفقد علة وجودها. في هذا الصدد، شهدت ” التسعينيات المزيد من تحول الصحف ( جرائد ومجلات ) إلى الآلية الكاملة في عملية الإنتاج، وحتى في أساليب التوثيق كما تم ربط مراكز المعلومات الصحفية ببنوك المعلومات المحلية والدولية وشبكاتها، وتم تطوير أساليب طباعة الصحف في أكثر من موقع في الوقت نفسه من خلال تحسن أسلوب الإرسال و تسريعه”.[3]
وهكذا، أصبح من الممكن بالنسبة للقارئ أن يختار ما يريد قراءته، وأن لا يحصل عليه مطبوعا فقط، بل يتزود به مرئيا أو مرئيا مسموعا على شاشة التلفزيون أو الحاسب الالكتروني من خلال شبكة المعلومات، وهو ما يسمى بالصحافة الالكترونية التي بدأت “تطرح نفسها كمنافس للصحافة المطبوعة منذ ظهورها أو كبديل لهذا النوع من الصحافة عندما تصل إلى مرحلة النضج والتبني الكامل مع القراء “.[4]
بالفعل، لقد أصبحنا اليوم نعيش عصر الصحافة الإلكترونية، هذه الصحافة التي فرضت وجودها في الواقع الافتراضي بدورها في رصد الأحداث وصناعة الخبر. وهذا جنبا إلى جنب مع الصحافة التقليدية، ولتتجاوز القيود الجغرافية والسياسية التي تعاني منها نظيرتها الورقية التي ربما بدأ العد العكسي لأفول نجمها مع تقدم عجلة الزمن. فالصحافة الالكترونية تحرز يوما بعد يوم تطورا مذهلا في مواقعها وخدماتها. وهذا بفضل استخدامها للوسائط المتعددة التي جعلت منها صحافة الكترونية تفاعلية، وهما المصطلحان ( الوسائط المتعددة والتفاعلية) اللذان سنتعرض لهما بشيء من التفصيل لاحقا.
1- ماهية الصحافة الالكترونية.
أ- مفهوم الصحافة الالكترونية.
لقد تطرق العديد من الباحثين والإعلاميين إلى ظاهرة الصحافة الالكترونية وتقديم تعريفات مختلفة تختلف باختلاف مجال الاختصاص، وحسب علمنا لا يوجد تعريف واحد يحظى بالإجماع، ولكن يمكن أن نقدم بعض التعاريف التي تخدم بحثنا ومن زوايا متنوعة لتفادي التكرار، وعليه، سنذكر بعض التعاريف المهمة على النحو التالي:
– يمكن تعريف online journalism ببساطة على أنها ” صحافة كما تتم ممارستها على الخط المباشر”.[5] نرى أن هذا التعريف قد حصر مفهوم الصحافة الالكترونية في نوع واحد، أي الصحافة التي تمارس على الخط مباشرة ولكن الصحافة الالكترونية أوسع من هذا التعريف بكثير.
– “الصحافة الالكترونية هي الصحافة غير الورقية، مقروءة ومسموعة ومرئية، تبث محتوياتها عبر مواقع لها على الشبكة المعلومات العالمية.” [6] إذن، فمثل هذا التعريف يركز على ما هو غير ورقي.
– “وضع الصحيفة اليومية الكبيرة على الخط، أي جعلها في متناول القراء عبر كمبيوتر مجهز بمودم”.[7] ومثل هذا التعريف يعتبر ناقصا أو غير مطابق لطبيعة الصحافة الالكترونية، حيث توجد هذه الأخيرة في شكل الكتروني ولا يوجد لها مقابل بالورق.
– ” تتمثل الفكرة الأساسية في الصحيفة الالكترونية، في توفير المادة الصحفية للقراء على إحدى شبكات الخدمة التجارية الفورية، مستخدمة في ذلك تقنيات حديثة ظهرت كوليدة لتكنولوجيا الاتصال، طارحة العديد من التحديات بالنسبة للوسائل التقليدية.”[8] نلاحظ من خلال هذا التعريف أن هناك عنصر التحدي الذي أتت به الصحافة الالكترونية، والذي تواجهه الصحافة التقليدية التي يتوجب عليها التكيف مع المنافسة الجديدة على أكثر من صعيد.
– “الصحف الالكترونية هي الصحف المكتوبة، والتي يعاد نسخها على الانترنت وتتميز عن النسخة المكتوبة باستعمال كبير للألوان، والصوت، والصورة “.[9] إذن هذا التعريف يعتبر ناقصا أيضا ولكنه يشير من جهة أخرى إلى عنصر اللون ونوعيته في التعريف، وهو ما يميز الصحافة الالكترونية عن الصحافة التقليدية.
– “هي تخلق صفحة تحريرية نابضة بالحياة، توجد فيها صفحة الرأي في مواجهة الصفحات التي تحوي رسائل القراء و هو ما لا يوجد في الصحيفة اليومية. فهي تشبه خط دردشة عبر الانترنيت، كما أنها تنشر المناقشات الدائرة حول موضوع معين أو العديد من الموضوعات، في حين يتم ربط المناقشات المختلفة والمتنوعة بمحتوى الرأي.”[10] نسجل أن هذا التعريف تطرق إلى مختلف جوانب خصائص الصحافة الالكترونية بصفة شمولية ومختصرة.
– ” نوع من الاتصال بين البشر يتم عبر الفضاء الإلكتروني – الإنترنت وشبكات المعلومات والاتصالات الأخرى- تستخدم فيه فنونا وآليات ومهارات العمل في الصحافة المطبوعة، مضافا إليها مهارات وآليات تقنيات المعلومات، التي تناسب استخدام الفضاء الإلكتروني كوسيط أو وسيلة الاتصال، بما في ذلك استخدام النص والصوت والصورة والمستويات المختلفة من التفاعل مع المتلقي، لاستقصاء الأنباء الآنية وغير الآنية ومعالجتها وتحليلها ونشرها على الجماهير عبر الفضاء الإلكتروني بسرعة”.[11] يعتبر هذا التعريف مهم للغاية حيث يشير إلى عناصر تفتقد في التعاريف الأخرى كالوسائط المتعددة والتفاعلية.
– ” نموذج جديد في العمل الصحفي، يستغل كافة مميزات وتقنيات الانترنت، يجعل من الخبر الصحفي موجها نحو الجمهور، وما يهم الجمهور، وتصفية الأخبار، بحيث يحصل القارئ على ما يهمه دون الالتفات إلى الاهتمامات التجارية والإعلانية. أطلق على هذا النموذج اسم الصحافة الموزعةDistributed journalisme أو الصحافة التفاعلية Interactive journalisme.[12] بين لنا هذا التعريف أن الصحافة الالكترونية صحافة تفاعلية بالدرجة الأولى. وهذا ما تتغاضى عنه الكثير من التعاريف.
– “الصحافة الالكترونية نوع إعلامي لوسيلة إعلامية تتحقق بفكرة النشر الالكتروني، الذي بدوره يتجسد من خلال الانترنت، كشبكة معلوماتية وأداة ومصدر للمعلومة. وأصبح سهلا تطوره ثم تداوله بسبب فكرة عملية النشر المكتبي”.[13] أهم ما يلفت الانتباه في هذا التعريف هو أن صاحبه يعتبر الانترنت كوسيلة إعلامية جماهيرية، وهذا أمر غير متفق عليه في الوقت الحاضر.
ومما سبق نستنتج أن كل باحث عرف الصحافة الالكترونية حسب خصائصها أو وظيفتها، وتكاد التعاريف تتعدد بتعدد الكتاب، وعلى هذا فهي الصحف التي يتم إصدارها ونشرها على شبكة الإنترنت. سواء كانت هذه الصحف بمثابة نسخ أو إصدارات إلكترونية لصحف ورقية، أو موجز لأهم محتوياتها أو كجرائد ومجلات إلكترونية ليست لها إصدارات مطبوعة على الورق. ولكنها صحف الكترونية تتخذ عدة أنواع وأشكال.
– خلفية تاريخية لتطور الصحافة الالكترونية
يرى بعض الباحثين أن ولادة الصحافة الالكترونية كان مع بداية السبعينيات، وظهور خدمة ” التلتكست[14] ” عام 1976، كثمرة تعاون بين: مؤسستي: and Independent Broadcasting BBC
ولقد شهد عام 1979 ولادة خدمة الفيديوتكست[15] الأكثر تفاعلية مع نظام Prestel على يد مؤسسة British Telecom Authority البريطانية. وبناءا على النجاح الذي أحرزته المؤسسات المذكورة في توفير خدمة النصوص التفاعلية للمستفيدين، دخلت بعض المؤسسات الصحفية الأمريكية منتصف الثمانينيات على هذا الخط. وبذلك بدأ العمل على توفير النصوص الصحفية بشكل الكتروني إلى المستفيدين عبر الاتصال الفوري المباشر[16].
إلا أن هاته المحاولات لم تلق النجاح المطلوب، وتكبدت خسائر مالية قدرت حينها ب 200 مليون دولار أمريكي. لذلك توقفت مشاريع هاته المؤسسات الصحفية، ويرجع المختصون البداية غير الموفقة للصحيفة الالكترونية، إلى عدم توفر تقنيات متطورة بما فيه الكفاية لتسمح بوصول غير مكلف وسهل إلى المحتوى الالكتروني، زيادة على نقص الاهتمام بهذا النوع من الخدمات الإعلامية من قبل المعلنين و المستفيدين على حد سواء. لكن مع بداية التسعينيات تطورت تقنيات النشر الالكتروني، إضافة إلى حاجة المستفيدين إلى الخدمات الالكترونية. ولقد ارتبط نجاح خدمة التلتكست باعتمادها على جهاز التلفزيون، أما نجاح الصحيفة الالكترونية في انطلاقتها الثانية فمرتبط بتوفر جهاز الحاسب الآلي وتطوره .
وتعتبر صحيفة “هيلزنبرغ إجبلاد” السويدية أول صحيفة تنشر بالكامل على الإنترنت، وتلتها صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية سنة 1994 والتي قامت بإعداد نشرة يعاد تحديثها فوريا في كل مرة تتغير فيها الأحداث، مع وجود مراجع وثائقية و تاريخية و إعلانات. و قد أطلق على هذا النوع من النشر في بدايته الأولى مصطلح الحبر الرقمي.[17]
وبالتالي، وقبل نهاية التسعينيات، كانت هناك عشرات الصحف في العالم وخصوصا الكبرى منها قد سخرت إمكانيات معتبرة لتنشئ مواقع على شبكة الانترنت نظرا لقلة التكلفة والسهولة، رامية بذلك المسعى إلى توسيع آفاق التوزيع والانتشار، لتتجاوز التقييدات المالية والنقل وبصفة خاصة قيود الرقابة.
إلا أنه سرعان ما اكتشف مسيرو هاته الصحف أن النسخة الالكترونية المشابهة للطبعة الورقية لم تعد تلبي احتياجات القراء، إذ أن المستخدم يبحث عن الجديد بعيدا عن الطبعة الورقية على الإنترنت. وهكذا، بدأت الصحف بإنشاء إدارات تحري خاصة بمواقعها الالكترونية تتولى تحرير جريدة منفصلة عن النسخة الورقية. وبالتالي، أصبحت الصحف الالكترونية منافسة للصحف المطبوعة، كما أن الأهمية المتزايدة للصحافة الالكترونية أدى إلى ظهور اتجاه آخر من هذه الصحف يتمثل في ظهور مواقع إخبارية الكترونية، تتخذ مظهر صحيفة متكاملة من حيث المضمون والمسمى. ولكن تخضع للنمط الالكتروني وهي صحف الكترونية محضة لا علاقة لها بأي صحيفة ورقية، إذ نشأت في بيئة الانترنت وحققت نجاحا كبيرا، حتى أن نجاحها شجع بعضها على الخوض في عالم النشر التقليدي الورقي، وهذا ما أصبح يعرف بعبارة ” الهجرة المعاكسة “.[18]
– نشأة الصحافة الالكترونية
تجدر الملاحظة في المستهل إلى أن التاريخ الدقيق لانطلاق أول صحيفة الكترونية من حيث متى وأين غير متفق عليه حيث تتباين الروايات بهذا الشأن. وعليه، ومع اتجاه المزيد من الناس نحو الإنترنت، كمورد ومصدر للمعلومات كان من الطبيعي لوسائل الإعلام أن تلتفت إلى فرصة الاستثمار هذه.
وبحسب رأي الباحث الأمريكي”مارك ديويز” في دراسة له حول تاريخ الصحافة الإلكترونية، فإن أول صحيفة في الولايات المتحدة دشنت نسخة إلكترونية لها على الإنترنت كانت “شيكاغو تريبيون” عام 1992 مع نسختها “شيكاغو اون لاين”. وتوالى بعد ذلك ظهور المواقع الإخبارية والصحفية على الإنترنت، سواء التابعة للصحف والقنوات التليفزيونية أو المواقع الإخبارية المستقلة التي تعد قناة صحفية إلكترونية مستقلة في حد ذاتها.[19]
في هذا السياق، يرى “درويش اللبان” أن الصحافة الالكترونية قد بدأت تلفت الأنظار إليها في أعقاب حرب الخليج الأولى عام 1991، عندما عرضت وكالات الأنباء العالمية صورة البطة البرية و هي تشرف على الموت بعد أن غرقت في مياه الخليج الملوثة بالنفط. وقد تعاطف الكثيرون في مختلف بلاد العالم مع هذه الصورة المؤثرة، وأدان ما حدث من اعتداء صارخ على البيئة و الطبيعة، و تلويث شديد لمياه الخليج بسبب الأعمال الحربية التي تجاوزت كل الحدود الشرعية والمشروعة.[20]
من جهة أخرى، يشير البعض أن الصحافة الالكترونية شهدت ازدهارا كبيرا بعد الحادي عشر من سبتمبر، الذي استفاق العالم فيه على وقع حدث مهول في أمريكا، إذ استطاعت الصحف الالكترونية والمواقع الإخبارية الالكترونية أن تنقل بالكلمة والصوت والصورة ذلك الحدث التاريخي بدقة وكفاءة نادرة، بينما تعثرت بعض الصحف والفضائيات التقليدية وأثبتت فشلها في تلك المهمة .[21]
بينما يرى فريق آخر أنه مع عمليات التطوير في مجال استخدامات الانترنيت، بدأت شبكات الإذاعة والتلفزيون المشهورة مثل B.B.C و C.N.N والجزيرة تخصص مواقع مستقلة لها لتحمل ما يصلها من بيانات وأخبار لكل من يريد أن يتصفحها. أيضا، بدأت الصحف الهامة هي الأخرى تظهر على شاشات شبكة المعلومات من خلال المواقع التي أعدتها لذلك، والتي لاقت إقبالا كبيرا من جانب رواد الانترنيت الذين و جدوا فيها ضالتهم المنشودة واستغنوا بها عن الصحف الورقية المأثورة. وفضلا عن ذلك، بدأت الصحف الالكترونية البحتة أو الخالصة تظهر إلى حيز الوجود، سواء في الدول الأجنبية أو في البلاد العربية.
وتجدر الإشارة إلى أن الصحف الالكترونية لم تكن في البداية ذات عائد مادي كبير يشجع على الاستمرار أو الاستفادة منها. وذلك راجع لعدم معرفة أو اهتمام أصحاب الإعلانات بها، وعدم ثقتهم فيها كوسيط إعلامي مؤثر. غير أن مع تزايد استخدامات الانترنيت وكثرة رواد مواقع الصحف الالكترونية تنبه المعلنون لأهمية الإعلان عبر الانترنيت، وبدأت الصحف الالكترونية تحقق عائدا ماديا يتوقع تزايده في المستقبل بشكل كبير جدا.[22]
ولقد كانت بداية الصحافة الإلكترونية “مجرد مواقع تحتوي على مقالات وموضوعات وأفكار وأطروحات ورؤى بسيطة. وتحديداً انطلقت من منتديات الحوار، التي تتميز بسهولة تحميل برامجها وبساطة تركيبها، إذ يكفي أن تقوم بتحميل هذه البرامج المجانية في الغالب ورفعها لموقعك في أقل من ساعة، ليبدأ بعدها الموقع بأثره في العمل المحدد له وفي اجتذاب عدد كبير من الزوار”.[23]
2- عوامل ظهور الصحافة الالكترونية وأسبابه.
يرى بعض الباحثين أن هناك ثلاثة عوامل ساهمت في ظهور و تطور الصحافة الالكترونية، هي:
– الارتفاع المدهش في قدرات الإعلام الآلي لطاقات الكمبيوتر على تخزين و معالجة المعطيات.
– التقدم في مجال ترقيم المعطيات فكل معلومة مشفرة في شكل رقمي، مما منحها لغة عالمية، حيث يمكن نقل و تبادل المعطيات رقمية من نقطة إلى أخرى من العالم بدون النظر إلى اللغة الأصلية التي كتبت بها.[24]
– تطور تقنية ضغط المعلومات و إزالة ضغطها والتي تمكن من إرسال المعلومات بسهولة، بدل تخصيص مساحات كبيرة تعرقل من عملية إرساله.[25]
– ظهور القارئ الرقمي الذي أصبح يفضل الاطلاع على الأخبار و المعلومات في المواقع الالكترونية، لما تتمتع به من خصائص فنية كأن يتم تحديثها باستمرار، و توفرها على كم هائل من المعلومات و يتم اقتناؤها بطرق تفاعلية مختلفة.[26]
– مواجهة الصحف المكتوبة على المستوى العالمي صعوبة كبيرة، بسبب غلاء مادة الورق و الطباعة و قلة المادة الإعلانية التي فضلت التلفزيون و الانترنت.[27]
– الفرق بين الصحافة الالكترونية والصحافة الورقية:
من خلال مراجعة الباحث “درويش اللبان” لعدة دراسات عربية وأجنبية حول دراسة نقاط الاختلاف بين الصحافة الإلكترونية والصحافة المطبوعة خلال المرحلة 1998 إلى 2000، بهدف الوقوف عند أوجه التشابه والاختلاف بين النوعين. توصل الباحث إلى إبراز بعض مظاهر الاختلافات العميقة والمهمة بين ما ينشر مطبوعا وما ينشر الكترونيا، وأن كلاهما إما يعتمد على الآخر بصفة غير مباشرة أو مباشرة. على سبيل المثال، تقوم العديد من مواقع جرائد الواب بإضافة مزيد من المواد الإخبارية، التي تحصل عليها من الوسائل التقليدية أو تقوم بخلق قصص خبرية خاصة ونشرها الكترونيا.
ومن خلال النظر في نفس الدراسات التي درسها الكاتب، توصلنا إلى بعض الاستنتاجات الخاصة بالاختلافات ذات الصلة بدراستنا، وهي على النحو التالي:[28]
– الاختلاف بين المضمون الإخباري للانترنيت والأخبار المطبوعة: فالصحافة الإلكترونية تعمل على رسم صورة لها مخالفة للإنتاج المطبوع، وهذا بتوفير عدة خدمات إلكترونية أو ما يسمى بالخلفيات المعلوماتية و الصور الفوتوغرافية، و عناصر الرسوم البيانية و الصوت و الفيديو ووصلات الأرشيف. بالإضافة إلى أهم ميزة تتميز بها الصحافة الإلكترونية هي التفاعلية، وتتمثل هذه الأخيرة في البريد الإلكتروني و المؤتمرات الإلكترونية و ندوات النقاش.
وهذا ما يجعل الصحافة الإلكترونية تحتوي على عدة مضامين إخبارية غير موجودة في نظيرتها المطبوعة مع احتوائها على صور أقل مما نجده في الصحافة المطبوعة، وهذا فيما يتعلق بالأخبار أساسا.
– الخدمات الصحفية: تقتصر هذه الأخيرة على تلخيص بعض الموضوعات و إعادة صياغة عناوينها، التي تمتاز بالبساطة و الاختصار و الوضوح في المحتوى. وفق ما يناسب جمهور الإنترنت المختلف نوعا ما عن جمهور الصحافة المطبوعة من حيث المستوى الثقافي و التواجد الجغرافي. كما أن الشكل الإخراجي للنسخة المطبوعة مختلف عن النسخة الالكترونية، كاستخدام الألوان مثلا.
– العائدات: إن الجريدة الالكترونية لا تستفيد بالقدر الكافي من مصادر التمويل التقليدية كالإشهار والاشتراكات والتوزيع. هذا إذا استثنينا الجرائد الالكترونية التي توفر صفحات متخصصة تحظى بانقرائية كبيرة نظرا للخدمات التي توفرها، كتلك التي تهتم بالعقار أو المواد الصيدلانية أو الأسفار، الخ.
– قراءة الصحف الورقية: يمكن القول عنها أنها محررة من القيد المكاني، ولكن حتى الصحافة الالكترونية أصبحت لا تعاني من هذا القيد نظرا للتطور التكنولوجي وانتشار المستحدثات التكنولوجية. ونقصد به استقبال الانترنت مثلا على جهاز الهاتف النقال وإمكانية الحصول على الأخبار الالكترونية كأحوال الطقس مثلا. [29]
– مصادر الأخبار: تبين لنا أن مصادر أخبار الانترنت تحظى بانقرائية أعلى منمصادر الأخبار المطبوعة.[30]
وعليه، نستنتج أن الصحف الالكترونية تمثل تحديا للصحف الورقية، و هذا ما جعل هذه الأخيرة تسعى لتأكيد تواجدها على شبكة الانترنيت. فمنها من يستمر و منها من يتوقف عن الإصدار بسبب الربحية نظرا لإحجام المستخدمين عن الدفع نظير مطالعتهم لنسخ الصحف عبر الشبكة. وهذا ما جعل الخدمات الصحفية أيضا تعمل على وضع رسوم مدفوعة للاشتراك عبر شبكة الانترنيت لجذب مزيد من المستخدمين.
فقد فوجئ الجميع بتفوق بعض المواقع الإخبارية الالكترونية العالمية والتي أصبحت كمرجعية إخبارية في الظروف الجادة والحرجة، وأصبح من الطبيعي أن يلجأ إليها الفرد العادي والمهتم أو المختص في السياسة وغيرها، كمرجعية موثوقة وذات مصداقية بعد أن كانت متهمة بالتواطؤ والتدليس.[31]
– هل الصحافة الالكترونية بديل عن الصحافة المطبوعة؟
في السابق كان ينظر إلى الصحف الالكترونية، في البداية، كخدمة مكملة لما تقدمه النسخة المطبوعة من الصحيفة، ثم أثير النقاش حول فكرة مفادها أن الصحيفة الالكترونية يمكن أن تكون بديلا عن الصحافة المطبوعة وهذا يرجع لعدة أسباب هامة منها:[32]
– التفوق الذي أبدته المحطات التلفزيونية الإخبارية في تغطية الأحداث مثل قناةC.N.N ، و قناة الجزيرة القطرية.
– جذب الصحف الالكترونية للقراء و تخطيها لمعوقات الورق و ارتفاع أسعاره.
في هذا السياق، خلص أحد الباحثين المهتمين بدور الصحافة الالكترونية إلى أن مجمل السمات والخصائص التي تميز الصحافة الالكترونية تقلص من إقبال القارئ على الصحافة الورقية.[33] والذي سجل بداية موت الصحافة الورقية في ظل التراجع الذي شهدته كبريات الجرائد الأمريكية، فعلى سبيل المثال استغنت نيويورك تايمز عن 60 بالمائة من محرريها.[34]
وفي دراسة بعنوان” حالة وسائل الإعلام الإخبارية لسنة 2004″أجراها مشروع “التفوق الصحفي” بالاشتراك مع كلية الصحافة في “كولومبيا”، كشفت عن أن الظاهرة ملفتة للانتباه، خصوصا إذا ما قوبلت بتراجع مبيعات الصحف الأمريكية الصادرة بالإنجليزية والمقدر بمعدل 11٪ على مدى العقد الأخير ليصل مجموع النسخ الموزعة يوميا إلى 55 مليون نسخة. وتراجع خلال الفترة ذاتها جمهور النشرات الإخبارية المسائية على المحطات التلفزيونية المحلية المرتبطة بالشبكات الكبرى بمعدل 34٪ كما أن الأمريكيين لم يعودوا يشاهدون الأخبار على الشبكات التلفزيونية الكبرى على الرغم من الأحداث المهمة التي تستقطب انتباه الرأي العام. وتشير الدراسة إلى تراجع الثقة بمصداقية الصحف الأمريكية من 80٪ عام 1985 إلى 59٪. وفي المقابل، سجل الإقبال على 26 موقعا على الانترنت صنفت على أنها الأكثر شعبية، تزايدا بمعدل 70٪ ما بين مايو 2002 وأكتوبر 2003.[35] ولوحظ في الدراسة أن الأمريكيين كانوا يستشيرون بصورة خاصة خلال الحرب على العراق مواقع الشبكات الإخبارية ومن ثم مواقع الصحف، وبعدها مواقع الحكومة الأمريكية وأخيرا المواقع الإخبارية الأجنبية. وباتت المجموعات الصحفية الكبرى تزيد استثماراتها على الانترنت، فقد أدركت أبعاد هذا التحول. وتنتمي حوالي 69٪ من المواقع الإخبارية العشرين، التي تلقى أكبر قدر من الإقبال، إلى المجموعات الإعلامية العشرين الأولى. كما تزداد المواقع الصغرى والمستقلة إلى حد باتت تشكل “حركة قوية” أشبه بمجموعة كبيرة من صحف الرأي الصغيرة المحدودة الانتشار. ويكرر المعلومات معظم مواقع الانترنت التي تنشرها الصحافة التقليدية. ولاحظ أصحاب الدراسة من خلال مراقبة ثمانية مواقع إخبارية أن 32٪ من المقالات الواردة فيها مكتوبة خصيصا لنشرها على الانترنت وليست مستمدة من الصحف.
وتتلخص الدراسات السابقة إلى أن الصحافة الورقية في الولايات المتحدة الأمريكية تتجه نحو الانحدار في الوقت الذي انتشرت فيه الصحافة الإلكترونية، والعكس مع الدول العربية التي مازالت المنافسة الورقية قائمة وبداية واضحة للصحافة الإلكترونية.[36]
وفي استنتاج آخر، أثبتته نفس الدراسة، وهو يثير مخاوف العاملين في مجال الصحافة اليومية وشبكات التلفزيون والإذاعات، أن الصحافة الأمريكية والأخبار التلفزيونية خلال السنوات الأخيرة أثارت أزمة مع تراجع الثقة بها لدى الرأي العام وانحسار جمهورها، وهو ما يدفع الأمريكيين إلى اللجوء إلى الانترنت لاستقاء الأخبار، رغم أن معظم هذه المواقع تابع للصحف، ومعظم القراء 72٪ ما زال يعطي الوقت نفسه لقراءة الصحف. وأوضحت الأدلة أن الانترنت هي وسيلة الإعلام الوحيدة التي يشهد جمهورها اتساعا متزايدا ولاسيما بين الشبان.[37]
وهناك مَنْ يرى أن المقارنة بين الصحافة الورقية والإلكترونية مرفوضة، وهذا من منطلق مفاده أن الصحافة الورقية صحافة بالمعنى العلمي والواقعي للكلمة، وأن الصحافة الإلكترونية مجرد وسيلة للنشر وجمع النصوص والمقالات والأخبار والصور، وبشكل آلي مجرد من المشاعر والإبداع والفاعلية. من جهة أخرى، يرى درويش اللبان ” أن العديد من الباحثين يعتبرون الصحيفة وثيقة ثقافية تاريخية حقيقة، في حين أن الكمبيوتر ليس سوى وسيلة للبحث عن أشياء معينة، كما أن الجريدة الورقية يسهل حملها وقراءتها، أما الوصلة الالكترونية فقد يصعب الوصول إليها و قد تكون عرضة للأخطاء الالكترونية، زد على ذلك التحميل البطيء للموضوعات.”[38]
وفي دراسة أجرتها “ميكروسوفت” تقول: ” إن العالم سيشهد طباعة آخر صحيفة ورقية في عام 2018 على الأقل في الدول المتقدمة، لذا فإنه ليس من المبالغة أن نتحدث عن إمكانية حدوث توقعات ميكروسوفت طالما سارت الأمور على وتيرتها الحالية وطالما بقيت الصحافة المطبوعة تعنى بالخبر الذي “يحترق” عليها بلغة الصحافة قبل طباعته بأربع وعشرين ساعة.”[39]
أما الطرف الآخر فيرى أن الصحافة الإلكترونية مكملة لدور الصحافة الورقية والمطبوعة، وليس هناك صراع بينهما، إلا أن التمويل أصبح الآن من آليات نجاح تلك الصحف في شكلها الحديث، الذي ينعكس بالتالي على شكل وأداء الموقع من حيث تنوع أخباره وتحديثه بين الحين والآخر، فثقافة الإنترنت أصبح لها جماهيرها وشعبيتها وهي في ازدياد مستمر على العكس من قراء الصحف والكتب.[40]
وفي افتتاحية لإحدى المجلات العربية، كتب رئيس تحريرها حول نفس الموضوع قائلا: “مع أنه من المبكر جداً الحكم على الصحافة الالكترونية ومدى تأثيرها على مستقبل الصحافة الورقية، بالنظر إلى أن صحافة الورق لا تزال إلى اليوم سيدة الموقف، فإن ذلك لا ينسينا ما نراه في جيل الشباب من افتتان بالمواقع الالكترونية متابعة لها، واستفادة مما تضخه من معلومات بسرعة ومهنية عالية رغم حداثتها.”[41]
وبناء على ما تقدم، يمكن أن نتفق مع الذين توصلوا إلى بعض الاستنتاجات الهامة والتي يمكن أن نوجزها فيما يلي:
– لم توجد وسيلة إعلامية قضت على وسيلة سابقة لها و إنما تتعايشان في ظل الخصوصية لكل واحدة.
– لقد تعودت الأجيال منذ مدة طويلة على قراءة الصحف المطبوعة و هذا يجعل من الصعب التخلي عن هذه العادة، على الأقل على المدى المنظور.
– الانترنت لا تستطيع أن تقضي على الصحافة الورقية بل ستفيدها من خلال ما تقدمه من معلومات و خدمات تسهم في تطوير أدائها و تسهيل عمل طاقمها، فكل وسيلة تكمل الأخرى.
ورغم كل الانتقادات الموجهة للصحافة الالكترونية إلا أن قدراتها و إمكانياتها قد أهلتها لإعادة تشكيل عالم جديد للإعلام و الاتصال، فلكل وسيلة إعلامية جمهورها ولكل عصر متطلباته. والإنسان العاقل هو الذي يجمع بين متطلبات المعاصرة وأهمية الأصالة.
– الصحفيون والتطورات التكنولوجية الراهنة.
يرى “جون بافيليك”John Pavlik في مقال له بعنوان ” الرسول هو وسائل الإعلام: وسائل إعلام جيدة، قواعد جديدة ” أن شبكة الانترنت تشكل تحديا ضخما لمؤسسات الإعلام التقليدية، و هو تحدي من نوع جديد يساعد الجمهور و يعيد تحديد دور الصحفيين في المجتمع[42] و يضيف “إيدن وايت“:”أن الصحفيين يجب أن يكونوا على حذر، وهم في عجلة للحاق بالأحداث المهمة. حتى لا يتأثرون بالتحيزات البغيضة للمعتوهين أو تخدعهم المعلومات الزائفة التي تنشر حول الانترنت”.[43]
لقد ألغى الصحافيون الجدد الذين اتخذوا من صفحات الواب مساحات لنشر أخبارهم كل القواعد التي قامت عليها الصحافة، كما أزاحوا من طريقهم كل النظريات التي توجه العمل الصحفي في مختلف وسائل الإعلام التقليدية.
بالفعل، أصبح الصحفيون العاملون في الصحف الالكترونية معترفا بهم لكونهم يشتغلون في مهنة الصحافة تماما كما هو الحال بالنسبة للصحفيين التقليديين. فلا فرق بينهم سوى في الحامل الذي يعملون عليه، وأصبح بإمكانهم الحصول على بطاقة المهنة. وعلى سبيل المثال، في سنة 2001 صرحت لجنة بطاقات الصحفيين (CCJP) بأنها قدمت الآلاف من البطاقات المهنية منها 600 بطاقة للصحفيين العاملين على الصحف الالكترونية. و هذا يعني اعترافا حقيقيا بالصحفيين العاملين على الصحف الالكترونية، مثلهم مثل صحفي الصحافة المكتوبة و يملكون نفس الحقوق، وربما نفس الواجبات، ولكن منح بطاقة مهنية لصحافي الجريدة الالكترونية يتم وفق شروط معينة، وهي كما يلي:
ـ أن تكون 51 بالمئة من مداخليه تأتي من العمل في الصحافة.
ـ أن يتوفر في مديره أو الهيئة التي يعمل فيها مواصفات المؤسسة الصحفية التي تطبق قوانين الصحافة.[44]
3- خصائص الصحافة الالكترونية.
يكفي أن الصحافة الإلكترونية تتمتع في الغالب، بالحرية الكاملة التي يتمتع بها القارئ والكاتب على الإنترنت على خلاف الصحافة الورقية التي تكون في العادة قد تم تعديل مقالاتها من قبل الناشر أو رئيس التحرير حتى تلائم السياسة التحريرية للصحيفة، بالإضافة إلى مجموعة من المميزات التي يمكن تلخيصها كالتالي:[45]
1-التفاعلية: و هي مدى قدرة الشخص على الدخول في معالجة إعلامية بصفة نشطة من خلال التفاعل مع الرسائل الإعلامية أو المعلنين.[46] وتعني أيضا الاتصال في اتجاهين بين المصدر والمتلقي أو بصفة أوسع الاتصال المتعدد الاتجاهات بين أي عدد من المصادر والمتلقين.[47] كما أنها تعرف أيضا على أنها: إمكانية التواصل والتفاعل بين المستعمل والجريدة الورقية التي تقدم إعلاما.[48]
فالاتصال عبر الحاسبات يقدم أشكالا متعددة من التفاعلية، مثل البحث عن المضامين وإتاحة رد الفعل أو رجع الصدى للمواقع الإعلانية، وبالمقارنة بوسائل الإعلام المطبوعة والإذاعة، فان مستخدمي الانترنت يسهل عليهم الاتصال بالقائمين بالاتصال من خلال قوائم البريد الالكتروني ذات الوصلات الفائقة للمحررين والمخرجين.
واليوم، وبالإضافة للبريد الالكتروني، تقوم المواقع الإخبارية الالكترونية بتجريب أساليب مختلفة لقنوات رد الفعل، مثل:الخطابات الالكترونية إلى المحرر، وغرف الحوار الحي، واللوحات الإخبارية، وندوات النقاش، والأسئلة الموجهة إلى الخبراء.[49]
2- الجاذبية الناتجة عن التعامل مع أكثر من ساحة، إذ يتمكن المتصفح لها من قراءة الأحداث و مشاهدتها و الاستماع إليها في آن واحد.
3- السرعة في تلقي الخبر العاجل في وقته مشفوعا بفيلم الفيديو معزز بصور حية، مما يدعم مصداقية الخبر و ذلك بدلا من الانتظار إلى اليوم الموالي لقراءة العدد الجديد من الصحيفة اليومية.
4- التحرر من مقص الرقيب الذي قد يمنع نشر بعض الأخبار أو الصور في الصحف.
5- الاقتصاد في النفقات بالاستغناء عن أطنان الورق و مستلزمات الطباعة المستخدمة في الصحافة الورقية. وإعفاء القارئ من دفع ثمن الصحف التي يطلع عليها. بينما لا يحتاج من يرغب التعامل مع الصحافة الإلكترونية، سوى لجهاز كمبيوتر ومجموعة من البرامج التي يتم تركيبها لمرة واحدة.
6- حماية البيئة من الكميات الهائلة من الصحف المقروءة المطبوعة بالأحبار السامة، ومن ضجيج مطابعها و فضلات صناعتها.
7- إمكانية الاطلاع على عدد من الصحف بدلا من الاكتفاء بالصحيفة الواحدة.
8- تجاوز حاجز المكان و إمكانية الاطلاع على الصحف الأجنبية بصرف النظر عن بعد مكان صدورها.
09- سرعة وسهولة تداول البيانات على الإنترنت بفارق كبير عن الصحافة الورقية التي يجب أن تقوم بانتظارها حتى صباح اليوم التالي.
10 – حدوث تفاعل مباشر بين القارئ والكاتب، حيث يمكنهما أن يلتقيا في التو واللحظة معاً.
11- أتاحت الصحافة الإلكترونية إمكانية مشاركة مباشرة للقارئ في عملية التحرير. من خلال التعليقات التي توفرها الكثير من الصحف الإلكترونية للقراء، بحيث يمكن للمشارك أن يكتب تعليقه على أي مقال أو موضوع، ويقوم بالنشر لنفسه في نفس اللحظة.
12- التكاليف المالية الضخمة عند الرغبة في إصدار صحيفة ورقية بدءاً من الحصول على ترخيص مروراً بالإجراءات الرسمية والتنظيمية. بينما الوضع في الصحافة الإلكترونية مختلف تماماً حيث لا يستلزم الأمر سوى مبالغ مالية قليلة لتصدر الصحيفة الإلكترونية بكل سهولة.
13- عدم حاجة الصحف الإلكترونية إلى مقر موحد لجميع العاملين، إنما يمكن إصدار الصحف الإلكترونية بفريق عمل متفرق في أنحاء العالم.[50]
14-الآنية: أجبرت الصحافة على الخط الصحفي على المعايشة المستمرة للأحداث والمتابعة الآنية لما يستجد من معلومات وسهلت عملية التدخل لتجديد المحتوى.[51]
هذه المميزات و غيرها مثلت بالفعل تحديا للمؤسسات الصحفية، وأرغمها على ضرورة مواكبة هذا التطور التكنولوجي و تحديث منتجاتها حسب ما يخدم لغة العصر، و هذا بالفعل ما جعل معظم الصحف تتواجد على الشبكة بمختلف أشكالها، سواء بشكل مخالف عن النسخة المطبوعة أو كصورة الكترونية طبق الأصل عن الصورة المطبوعة.
– مظاهر الصحافة الإلكترونية
على الرغم من أن المداخل والأنواع المختلفة للصحافة الإلكترونية تحمل قدرا
واضحا من التباينات في التوجه والانتماء، إلا أن جميعها يشكل ظاهرة واحدة
يفترض أن تسير وفق مسار أو منهج واحد تقريبا في العمل، بغض النظر عما إذا كان من يقوم بهذا النشاط مؤسسات ودور صحفية ومحررون محترفون أو منظمات غير صحفية أو صحفيون هواة أو خلاف ذلك، لأن المسار نابع من طبيعة الإنترنت كشبكة معلومات إلكترونية، وما تتيحه هذه الشبكة من إمكانات وأدوات غير مسبوقة في ممارسة العمل الصحفي، وما تفرزه أيضا من تحديات. فقد برزت مظاهر جديدة للصحافة الالكترونية شكلت امتدادا لمسيرة هاتة الوسيلة الإعلامية الجديدة وهذا ما رأيناه من خلال مايلي:[52]
1- الامتدادات الإلكترونية لوسائل الإعلام ( مواقع الصحف والقنوات الفضائية
والمجلات).
في ظل الاتجاه المتزايد نحو استخدام الإنترنت كوسيلة للإعلام والحصول على
الأخبار ومتابعة ما يجرى عالميا، تعين على الصحف المطبوعة أن تنشئ لنفسها مواقع إلكترونية تخاطب بها جمهور الإنترنت الذي يتزايد بصورة كبيرة عالميا، وتستخدم كوسيلة لامتصاص واستيعاب صدمة المنافسة الناشئة عن اقتحام هذا المجال. ويزخر هذا المدخل بالعديد من النقاط الجديرة بالمناقشة مثل مستوى الجودة في الموقع من حيث التصميم والتبويب، ودورة تحديث البيانات بالموقع، والخدمات المقدمة عليه وغيرها، وتحمل هذه الجوانب وغيرها قدرا من الثراء خاصة فيما يتعلق بمواقع الصحف العربية التي لم تدرس بالقدر الكافي رغم أن متابعتها واردة
2- الصحف الإلكترونية (بوابات صحفية بلا صحف ورقية).
في عام 1999 ظهرت عبر الإنترنت موجة “الدوت كوم”، والتي يقصد بها الشركات التي ظهرت وتأسست لكي تعمل عبر الإنترنت فقط دون أن يكون لها نشاط أو وجود مادي على أرض الواقع. وظهرت مئات الشركات من هذا النوع في مجالات عديدة، شملت السياحة والسفر والتجارة الإلكترونية والمجالات العلمية والصناعية وأيضا المجال الإعلامي والصحفي. فتشكلت شركات لم تكن سوى مواقع على الشبكة تعمل في مجال الصحافة والإعلام، وعرفت باسم بوابات الإنترنت الصحفية، وتخصصت في تقديم المواد الإخبارية والتحليلات الصحفية والمقابلات والحوارات والمحادثة والنشرات البريدية الإلكترونية وخدمات البريد الإلكتروني وخدمات البحث في الأرشيف. وحاليا تجسد هذه البوابات نموذجا للصحافة الإلكترونية التي تمارس عملها بالكامل عبر الإنترنت دون أن يكون لها أي نسخ مطبوعة. الأمر الذي يجعل منها مدخلا جيدا وغنيا، يمكن الاقتراب منه وفقا للعديد من النقاط الخاصة بالتصميم ودورية التحديث وتنوع الخدمات، والجهات القائمة على الموقع وتوجهاته العامة والرؤية التي يحملها القائمون عليه.
3- الصحف الإلكترونية التليفزيونية (قنوات المعلومات).
تعد قنوات المعلومات عبر التليفزيون أحد أوجه ظاهرة الصحافة الإلكترونية الحديثة التي لا يمكن إغفالها، حتى وإن كانت لا تحظى بنفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به أنواع الصحافة الإلكترونية المرتبطة عضويا بشبكة الإنترنت، فهي عمليا تقدم نوعا من الصحافة المقروءة على الشاشة، يستخدم فيه العديد من الفنون والمهارات الصحفية المعروفة، خاصة فن الخبر والتقرير وإن كانت تعتمد على السرعة والتركيز في العرض، مع تنوع الاهتمامات والمزج ما بين المادة الخبرية وبعض الخدمات الحياتية المختلفة، وقد تكون أبرز قيمة مضافة يقدمها هذا النوع من الصحافة الإلكترونية هي الانتشار الواسع الذي ربما يفوق انتشار الصحف المطبوعة والإلكترونية أحيانا، بحكم أنها تبث عبر وسيلة توصيل أوسع انتشارا وأكثر إتاحة وهى جهاز التليفزيون.
4- الامتدادات الإلكترونية للمؤسسات غير الإعلامية.
لقد أشرنا آنفا إلى أن الطابع المفتوح لبيئة العمل الصحفي عبر الإنترنت فتح المجال واسعا أمام العديد من الجهات غير الصحفية والإعلامية، لكي تمارس بنفسها وبشكل مباشر النشاط الصحفي بشكل أو بآخر. لذلك يمكن لمستخدم الشبكة أن يجد مئات المواقع الشهيرة التابعة لأحزاب سياسية ومنظمات محلية ودولية، وحركات سياسية وعسكرية بل وحكومات ودول، جميعها يقدم خدمات صحفية متنوعة عبر هذه المواقع، تشمل الخبر والرأي والتقارير المكتوبة والمصورة والتحليلات ولقطات فيديو وتسجيلات حية وساحات النقاش والحوار وغيرها، مما يجعلنا أمام مظهر مستقل قائم بذاته من مظاهر الصحافة الإلكترونية، تمتزج فيه السياسة والعلوم والاقتصاد بالصحافة، وتتلاشى فيه الحدود بين مصدر المعلومة والجهة القائمة على بثها ونقلها.
– أخلاقيات العمل الإعلامي الالكتروني.
إن وجود الصحافة الالكترونية قد أثار عدة قضايا وطرح عدة تساؤلات يتمثل أهمها في ما يلي:
1- قضية الرقابة على المادة الصحفية المنشورة الكترونيا.
2- قضية حرية الصحافة من حيث اعتبار النشر الالكتروني دعما لمبدأ حرية الصحافة بعيدا عن المعايير التي يلتزم بها الصحفي في الصحافة التقليدية.
3- هل يكون النشر الالكتروني منفذا للممنوعين من إصدار صحف مطبوعة لمختلف الفصائل السياسية؟
5- هل سيلغي النشر الالكتروني مصطلحات الصحف التقليدية كالصحف الإقليمية التقليدية، والمحلية والوطنية، الخ.؟
6- هل ستصبح الصحف الالكترونية بديلا لكثير من قراء الصحف الورقية فينخفض بذلك تأثير هذه الأخيرة على قرائها، و تقضي بالتالي على الصحافة التقليدية ؟
7- هل ستلغى علاقة النشر عبر الشبكة بحقوق المؤلف و الرقابة على المصنفات ؟
8- هل تحقق الصحف الالكترونية التزامها بالمعايير الأخلاقية؟[53]
إن ما سبق من هواجس، يعتبر جملة من الانشغالات التي تشغل بال الباحثين والمهنيين وصناع القرار في الكثير من البلدان. ويمكن أن نضيف من جهتنا هل سيبقى التنافس مقتصرا على الصحافة التقليدية في ظل تجدد خدمات الواب و حداثتها؟ أم أن هناك وسيلة أخرى ستفرض نفسها في المستقبل القريب؟ و هذا ما سنتطرق إليه لاحقا.
فمثل هذه التساؤلات المشار إليها أعلاه، يعمل الإعلاميون على الإجابة عليها في ظل ما نعيشه من تطورات تكنولوجية كل يوم، لهذا عملت “هيئة تحرير راديو عمان” مثلا، على وضع مبادئ لخدمة الصحافة الالكترونية وصحفييها، بهدف دعم المقاييس والمعايير المهنية في الصحافة الالكترونية- إذاعة وتلفزيون وصحافة انترنت- وتعزيز فهم الجمهور وثقتهم بها، وتقوية مبادئ الحرية الصحفية في جمع وتوزيع المعلومات. ولهذا، يرى الكثير من المهتمين أنه يتعين على الصحافيين الإلكترونيين العمل كأمناء على مصلحة الجمهور، وأن يبحثوا عن الحقيقة، ونقلها بإنصاف وصدق واستقلالية، وأن يتحملوا مسؤولية أعمالهم للحفاظ على المصلحة العامة.
من هذا المنطلق، يمكن القول أنه يجب على كل صحفي إلكتروني أن يشعر ببعض المسئولية الاجتماعية والتي يمكن تحديدها في النقاط التالية:
– أن يدرك الصحافي أن أي التزام عدا خدمة الجمهور من شأنه إضعاف الثقة والمصداقية.
– أن يدرك بأن خدمة المصلحة العامة تستوجب الالتزام بعكس تنوع المجتمع وحمايته من التبسيط الزائد للقضايا والأحداث.
– توفير نطاق واسع من المعلومات لتمكين الجمهور من اتخاذ قرارات مستنيرة.
– العمل من أجل جعل النشاطات التجارية الخاصة والعامة علنية.
– أن يسعى وبإصرار للحصول على الحقيقة وتقديم الأخبار بدقة، وفي سياقها، وعلى أكمل وجه دون تشويه مع اجتناب تضارب المصالح.
– الكشف عن مصدر المعلومات بوضوح والإشارة إلى كافة المواد المأخوذة عن وسائل إعلامية أخرى دون سرقة من الغير ودون كذب.
– عدم التلاعب بالصور والأصوات وإعلام الجمهور إن سبق عرضها.
– التعامل مع موضوعات التغطية الإخبارية باحترام وصدق، وأن يظهر تعاطفا خاصا مع ضحايا الجرائم أو المآسي والأطفال.
– إعداد تقارير تحليلية مبنية على فهم مهني وليس على انحياز شخصي.
– احترام الحق في محاكمة عادلة للمتهمين.
– التعريف بمصادر المعلومات كلما أمكن ذلك. ويمكن استخدام المصادر السرية فقط عندما يكون جمع أو نقل المعلومات المهمة في المصلحة العامة، أو عندما يؤدي جمع أو نقل المعلومات المهمة إلى إلحاق الأذى بمصدرها. وفي هذه الحالة يجب عليه الالتزام بحماية المصدر السري.
– أن يستخدم الأدوات التقنية بمهارة وتفكير، متجنبا التقنيات التي تشوه الحقائق، وتزور الواقع، وتخلق إثارة من الأحداث مع الإشارة إلى الرأي والتعليق.
– أن لا يشارك في نشاطات قد تؤثر على صدقية واستقلالية الأخبار.
– جمع ونقل الأخبار دون خوف أو تفضيل، ومقاومة بشدة التأثير غير المبرر لأي قوى خارجية، من ضمنها المعلنين ومصادر المعلومات وعناصر الخبر والأفراد ذوي النفوذ والجماعات ذات المصالح الخاصة.
– مقاومة أية مصلحة شخصية أو ضغط من الزملاء يمكن أن يؤثر على الواجب الصحافي وخدمة الجمهور حتى لو كان مالك المؤسسة لان هذا من حقوق حرية الصحافة.
– السعي للحصول على دعم أوفر لفرص تدريب الموظفين على صناعة قرار أخلاقي.
– الالتزام بمسؤوليته اتجاه مهنة الصحافة الإلكترونية.[54]
– الصعوبات التي تواجه الصحف الالكترونية.
بعد ما تطرقنا إلى الصحافة الالكترونية كوسيلة اعلامية جديدة، لها من المواصفات كما رأينا ما يؤهلها لتكون وسيلة، مثلما لها من إمكانيات وإطارات تعمل من أجل وصول رسالة إعلامية في مستوى تطلعات جمهورها، وهذا ليس بعيدا بطبيعة الحال عن ما ستجده من صعوبات على مختلف المستويات، والتي يصنفها بعض الكتاب على النحو التالي:
1- المقروئية فهي لا تزال صعبة نسبيا، فالكمبيوتر لم يعد جماهيريا خاصة في الدول النامية، و سوف تخلق الصحف الالكترونية عادات جديدة عند القارئ مثل القراءة على الشاشة .
2- قلة الشرعية القانونية التي تعاني منها الصحافة الالكترونية، مثلها مثل معظم الخدمات الالكترونية كالنقود الالكترونية و التوقيع الالكتروني، و من المنتظر أن يتوصل الساسة التكنولوجيون و القانونيون إلى إيجاد حلول لها.[55]
3- تعاني الكثير من الصحف الإلكترونية صعوبات مادية تتعلق بتمويلها وتسديد مصاريفها.
4- غياب التخطيط وعدم وضوح الرؤية المتعلقة بمستقبل هذا النوع من الإعلام.
5- ندرة الصحفي الإلكتروني.
6- عدم وجود عائد مادي للصحافة الإلكترونية من خلال الإعلانات كما هو الحال في الصحافة الورقية، حيث أن المعلن لا يزال يشعر بعدم الثقة في الصحافة الإلكترونية.
7- غياب الأنظمة واللوائح والقوانين وهو ما نحتاجه ونسعى للحصول عليه.[56]
– عيوب الصحافة الالكترونية.
أما عيوب الصحافة الالكترونية فيمكن إيجاز أهمها فيما يلي:
1- قلة عدد رواد الصحافة الالكترونية بالمقارنة بقراء الصحف التقليدية، و ذلك نظرا لانحصارها في إطار مستخدمي الانترنيت و هم قليلون رغم التزايد المستمر في عددهم.
2- استلزام حيازة المستفيد لجهاز كمبيوتر متصل بشبكة المعلومات، مع ما يتطلبه ذلك من نفقات، و إن كان انتشار مقاهي الإنترنيت بأسعار مناسبة قد قلل من أهمية النفقات، كعائق للوصول إلى شبكة المعلومات والاطلاع على ما نريده من صحف أو نشرات .
3- ندرة الصحفيين المزودين بالمهارات و المعارف اللازمة لممارسة مهام الصحافة الالكترونية.
4 – عدم وجود أو كفاية التشريعات التنظيمية التي تحكم الصحافة الالكترونية.[57]
4- جمهور الصحافة الالكترونية.
Bildunterschrift: في خطوة تعكس مدى الاهتمام بالصحافة الإلكترونية الوليدة، قام الصحفي “أحمد عبد الهادي” رئيس تحرير جريدة شباب مصر الإلكترونية، بتأسيس اتحاد دولي للصحافة الإلكترونية في القاهرة. ولقد أظهرت النشاطات والندوات التي ناقشت هذا الموضوع على الساحة العربية خلال العامين الماضين مدى الاهتمام بمستقبل الصحافة في ظل التطور المذهل لشبكة الإنترنت، وذلك بالرغم من أن عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية منخفض نسبيا حيث يصل إلي حوالي 7.5% من إجمالي عدد السكان في الشرق الأوسط، في حين يصل في بعض المناطق مثل أمريكا الشمالية إلي 67.4% ، وأوروبا إلي 35.5% طبقا لأحدث الإحصائيات.[58]
هذا على الرغم من أن عدد مستخدمي الإنترنت في الدول العربية قد تجاوز 7 ملايين أي أكثر من 25 مليون مستخدم عام 2005، إلا أن ذلك لا يمثل سوى 1.3% من إجمالي عدد مستخدمي الشبكة الدولية للمعلومات في العالم. ورغم انتشار آلاف مقاهي الإنترنت في المدن العربية، والمترافق مع الحضور المعتبر للصحافة العربية على الإنترنت. إلا أن ذلك لا يتمشى مع النمو المتسارع للصحافة الإلكترونية عالمياً، علماً بأن أعداد الصحف العربية الورقية لا تتناسب أساساً مع عدد سكان الدول العربية.[59]
وفي دراسة للباحثين “فايز بن عبد الله الشهري” و “باري قنتر” تم الاعتماد فيهاعلى نتائج استجابات عينة من قراء الصحف الإلكترونية العربية. ذكرت الدراسة بعض خصائص قراء الصحف الإلكترونية العربية من حيث إنهم في الغالب ذكور وشباب، ويشكل الطلبة والمهاجرون العرب حول العالم نسبة كبيرة منهم. وأن ما يزيد على نصف العينة يقرون بأنهم يتصفحون الصحف الإلكترونية بشكل يومي، ويعود سبب رضاهم وإقبالهم على الصحافة الإلكترونية إلى أنها متوفرة طوال اليوم، وإمكانية الوصول إليها مباشرة ولا تحتاج إلى دفع رسوم إضافية، كما أنها تمكنهم من متابعة الأخبار من أي مكان وعن أي بلد مهما تباعدت مواقعهم. برغم أن كثيراً من المبحوثين قد أشاروا إلى صعوبات فنية عند تصفح بعض مواقع الصحف، أو مشكلات عدم الرضا عن المحتوى الرسمي لبعض الصحف، إلا أن نسبة كبيرة من القراء أبدوا مستوى معقولاً من الرضا عن هذه الصحف.[60]
فالصحافة الموجودة على الإنترنت تتنافس فيما بينها، من أجل تقديم فكر متميز يجذب أكبر عدد ممكن من القراء والباحثين. وهذا التنافس الشريف الذي كان لوقت قريب ورقياً، قد أصبح اليوم ورقياً وإلكترونياً عبر شبكة الإنترنت، خاصة في ظل تعاظم القدرات الاقتصادية وتأسيس العديد من المؤسسات الصحافية. وتزايد عدد الإصدارات بإمكانيات تفوق مثيلاتها في الدول العربية الأخرى. فقد انتقلت لتصبح منافسة في الرأي والتحليل عبر استقطاب أهم الأقلام المحلية والعربية والعالمية.
[1] – أحمد عبد الهادي، الصحافة الالكترونية، الواقع والتحديات…
Source : Htm://www.ijnet_article/newarticle.arg-trms-htm 33Ko(Consulté le: 04-03-2008)
[2] – محمد شادي كسكين، مرجع سابق
-[3]محمود علم الدين، تكنولوجيا المعلومات و الاتصال ومستقبل صناعة الصحافة، السحاب للنشر والتوزيع، 2005، ص 158.
[4]- حسين شفيق، الإعلام الالكتروني، دار الكتب العلمية للنشر و التوزيع، 50 شارع الشيخ ريحان، عابدين القاهرة، 2005، ص39.
[5]- درويش اللبان، الصحافة الالكترونية دراسات تفاعلية وتصميم المواقع، ط1 الدار المصرية اللبنانية، 2005، ص41.
[6]- ماجد راغب الحلو، مرجع سابق، ص82.
[7]- مي العبد الله سنو، الاتصال في عصر العولمة، الدور والتحديات الجديدة ،الدار الجامعية للطباعة والنشر، بيروت،1999، ص83.
[8]- حسين شفيق، الوسائط المتعددة وتطبيقاتها في الإعلام، ط2، رحمة برس للطباعة والنشر، 2006، ص 182.
[9]- جمال بوعجيمي، بلقا سم بروان، الصحافة الالكترونية في الجزائر واقع و آفاق، جامعة الجزائر، كلية العلوم السياسية و الإعلام، قسم علوم الإعلام والاتصال، 2005 ، ص07.
[10]- درويش اللبان، مرجع سابق، ص26.
-[11] جمال غيطاس، الصحافة الالكترونية في المؤتمر الرابع للصحفيين…
Source: http://www.geocities.com/askress2009 (accessed 11/04/2008)
[12] – حسين شفيق، الإعلام الالكتروني، مرجع سابق، ص47.
[13] – يمينه بلعاليا، الصحافة الالكترونية في الجزائر، بين تحدي الواقع و التطلع نحو المستقبل، مذكرة لنيل شهادة الماجستير قسم علوم الإعلام والاتصال، كلية العلوم السياسية والإعلام، جامعة الجزائر، 2006، ص 162.
[14] – ” يعد التلتكست نقلا للنص إلى المشاهدين في اتجاه واحد، وذلك عبر إشارة تلفزيونية لخطوط المسح غير المستخدمة، وتقوم آلة خاصة موجودة بجهاز التلفزيون بفك شفرة البيانات، لتظهر هذه البيانات في شكل صفحات من النص يستطيع المشاهد أن يتخير من بينها ما يشاء. ” بن رمضان زكرياء : محاضرات في مادة الشبكات، السنة الرابعة أرشيف وتوثيق، جامعة التكوين المتواصل المدية. 2007.
[15]- الفيديو تكس، الإرسال المعلوماتي المرئي أو التلفزيوني، انظر فرنسيس بال، جيرار ايميري:وسائط الإعلام الجديدة عويدات للنشر والطباعة، ط01، لبنان، 2001، ص07.
[16]- سعد ولد جاب الله، الهوية الثقافية العربية من خلال الصحف الالكترونية، مذكرة لنيل شهادة الماجستير، قسم علوم الإعلام والاتصال، كلية العلوم السياسية والإعلام، جامعة الجزائر، 2006.
[17] – سعد ولد جاب الله، مرجع سابق، ص 106.
[18]- نفس المرجع، ص107.
[19]- جمال غيطاس، مرجع سابق.
[20]- درويش اللبان، مرجع سابق، ص 24.
[21]- حسين شفيق، الإعلام الالكتروني، مرجع سابق، ص49
[22] – ماجد راغب الحلو، مرجع سابق، ص82-83.
[23] – محمد العابد، دور الصحافة الالكترونية في قضايا الإصلاح وحقوق النساء، ورشة عمل7 / 6/2006.
Source:http://www nabanews.net/news/3634 (accessed 22-07-2008)
[24] – محمد لعقاب، مرجع سابق، ص94.
[25] – محمد العابد، مرجع سابق.
[26] – محمد لعقاب، مرجع سابق، ص98.
[27] – نفس المرجع، ص 98.
[28] – محمد العابد، مرجع سابق.
[29]- حسين شفيق، الإعلام الالكتروني، مرجع سابق، ص 54-55.
[30] – يترجم بعض الكتاب العرب هذه الكلمة readability بالمقروئية ويؤثر آخرون ترجمتها بالإنقرائية، ولكل سنده، ولقد أثرنا استخدام هذه الترجمة لكونها أقدم وأكثر شيوعا ونحسبها أدق لغة . وللمقروئية تعريفات كثيرة لا محل لتفصيل القول فيها هنا، إلا أن التعريف الأكثر دقة لها هو ما قدمه “ديل وشال“ ومؤدي هذا التعريف “إن المقرونية هي المحصلة النهائية لعدد من العناصر التي تشتمل عليها مادة مطبوعة بما في ذلك أشكال التفاعل بين هذه العناصر و التي تؤدي إلى نجاح عدد من القراء في الاتصال بها ، ويقاس هذا بمدى فهم القراء هذه المادة ومدى سرعتهم في قراءتها فضلا عن ميلهم تحوها انظر، رشدي أحمد طعيمة، تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية، دار الفكر العربي، القاهرة، 2004، ص 58-59.
1– حسين شفيق، مرجع سابق.
[32]- حسين شفيق، مرجع سابق، ص 39.
[33]– بحسب التقرير الصادر مؤخرا في واشنطن بعنوان: حالة وسائل الإعلام الإخبارية، عام 2006.
[34] – محمد العابد، مرجع سابق.
[35] – مشعل الحميدان، منتديات السعودية تحت المجهر، مستقبل الصحافة الإلكترونية غير واضح أمام الناشرين العرب…
Source:http://www.alriyadh.com/2005/01/22/img/221061.jpg (accessed 17-02-2008)
[36] – نفس المرجع.
[37] – مشعل الحميدان، مرجع سابق.
[38]- درويش اللبان، مرجع سابق، ص32-33.
[39] – بندر العتيبي، الرقي أسبوعية متخصصة، العدد 142 من النسخة الالكترونية…
Source: http:/www. alhazmiah.wordpress.com/ (accessed 04-03-2008)
[40]- نفس المرجع.
[41] – مستقبل الصحافة التقليدية مقابل الإلكترونية/ المؤتمر العالمي للصحف2007.
[42]- محمود علم الدين، مرجع سابق، ص 283-284.
[43]- نفس المرجع، ص286.
[44] – ماجد راغب الحلو، مرجع سابق، ص83.
[45]- نفس المرجع، ص83.
[46] – خالد زعموم، السعيد بومعيزة، التفاعلية في الإذاعة، أشكالها ووسائلها، سلسلة وبحوث ودراسات إذاعية، تونس، 2007، ص 28.
[47] – نفس المرجع، ص28.
[48] – جمال بوعجيمي، بلقا سم بروان، مرجع سابق، ص13.
[49] – درويش اللبان، مرجع سابق، ص 92.
[50]- بندر العتيبي، مرجع سابق.
[51] – جمال بوعجيمي، بلقا سم بروان، مرجع سابق، ص12.
[52] – جمال غيطاس، مرجع سابق.
[53]- حسين شفيق، الإعلام الالكتروني، مرجع سابق، ص52-53-54.
[54]- هيئة تحرير راديو عمان نت، أخلاق مهنة الصحافة الالكترونية…
Source: http://www.aljazeeratalk.net/forum/showthread.php (accessed 17-10-2007)
[55]- محمد لعقاب، مرجع سابق، ص105-106.
[56]- بندر العتيبي، مرجع سابق.
[57]- ماجد راغب الحلو، مرجع سابق ، ص84.
– [58] أحمد عبد الهادي، مستقبل الصحافة التقليدية مقابل الإلكترونية، المؤتمر العالمي للصحف…
Source: http://www.ijnet_article/newarticle.arg-trms-htm 33Ko (Consulté le: 04-03-2008)
2-Source:http://www.eggptiagreens.com/docs/general/index.php? (accessed 21-03-2008)
[60]- مشعل الحميدان، مرجع سابق.